إسلام عبد الرحيم يكتب: ذكرى أكتوبر.. وذاكرة الوطن
تظل حرب السادس من أكتوبر 1973 حدثًا تاريخيًا مهمًا في ذاكرة الشعوب العربية، و رمزًا للصمود والتحدي حيث لقن الجيش المصري العدو الإسرائيلي درساً للتاريخ، فقد نجح الجيش المصري في عبور قناة السويس، والذي يعد إنجازا عسكريا كبيرا تم التخطيط له بدقة عالية حيث استطاعت القوات المسلحة المصرية تحقيق توازن عسكري بعد أن تمكنت من استعادة بعض المواقع التي فقدتها في الحروب السابقة، وتدمير خط بارليف، وهذا في حد ذاته يعد من أبرز النجاحات كما تمكنت قواتنا المسلحة الباسلة من تقدم ملحوظ داخل سيناء، واستعادة عدة نقاط استراتيجية.
ومن الدروس المستفادة في حرب أكتوبر المجيدة التخطيط الاستراتيجي وأهميته حيث أبرزت ضرورة التخطيط العسكري المدروس، كما كان الهجوم المباغت هو عنصر النجاح في البداية، يؤكد ذلك على أهمية التحضير الجيد والقدرة على المفاجأة في أي صراع والتعاون بين الدول العربية على الرغم من التحديات السياسية، فالتعاون والتنسيق بين الدول العربية يمكن أن يكون له تأثير كبير في مواجهة التحديات المشتركة، كما أن حرب السادس من أكتوبر عام 1973 ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي مصدر دروس قيمة تؤثر على سياسات وأحداث العالم اليوم والاستفادة من هذه الدروس قد تكون خطوة نحو تحقيق سلام دائم في المنطقة.
وكان للإعلام دور مهم في هذه الحرب، وتأثير كبير كان واضحاً حيث ساهمت التقارير الإخبارية في تشكيل الرأي العام، واليوم، يلعب الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا حاسمًا في نشر المعلومات والتأثير على المواقف، كما كان للتطورات التكنولوجية التي تم استخدامها خلال الحرب، مثل الطائرات المسيرة والمعدات العسكرية الحديثة، ولا تزال تؤثر على استراتيجيات الصراع الحديثة والابتكارات التكنولوجية تظل جزءًا أساسيًا من المعادلات العسكرية.
كما أثبتت الحرب للعالم أجمع قدرة المصريين علي إنجاز عمل جسور، يستند إلى شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، مما أكد للجميع أن الشعب المصري ضرب أروع صور البطولة ووقف إلي جوار قواته المسلحة و كان للرئيس الراحل محمد أنور السادات دوراً مهماً للدبلوماسية وخاصة بعد الصراع ببدأ محادثات السلام، مما يؤكد على أهمية الدبلوماسية كوسيلة لحل النزاعات ومن الدروس المستفادة من هذه الحرب تبرز الحاجة إلى الحوار والتفاوض لتحقيق تسويات سلمية في أي صراع يحدث في المنطقة.