الموجز اليوم

بملتقى الهناجر الثقافي.

د. سوزان القلينى:المرأة نواة أى مجتمع ناجح ومتماسك

حمدية عبد الغنى -

فى إطار فعاليات وزارة الثقافة، أقام قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي الذى جاء هذا الشهر تحت عنوان "المرآة ودورها في تعزيز منظومة القيم والأخلاق" أمس الاثنين، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور.

ادارت اللقاء الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، التى طلبت من الحضور الوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على روح المنشد الدكتور عامر التوني، الذى كان دائما يشارك بفنه المتميز والمتفرد مع فرقته "المولوية" فى الملتقي خلال شهر رمضان، والذى لبى نداء ربه فى فبراير الماضى، وقالت إن شهر رمضان يجدد الإيمان فى القلوب وينشر التراحم والتواصل فى المجتمع، ويبعث البهجة والسرور في النفوس، ويوافق هذا العام شهر مارس الذي يضم العديد من المناسبات المميزة والسعيدة للمرأة التى تمثل ضمير المجتمع، ومنهن ممن شاركن فى صناعة الأحداث الوطنية سواء كانت على مسرح الأحداث ام في الكواليس، وتاريخ المرأة المصرية حافل ومليء بالنضال والكفاح على مر العصور، وقدمت التهنئة لقواتنا المسلحة الباسلة والتحية والتقدير لشهداء مصر الأبرار في 73 وكل العصور .

وأكدت الدكتورة وفاءً عبد السلام الواعظة بوزارة الأوقاف، أنه لو رجعنا لتاريخنا الإسلامي، نجد أن رب العزة يختار المرأة لتقوم عليها الحضارة الإسلامية وهى السيدة هاجر المصرية، وأول من آمن بالرسول كانت امرأة وهى السيدة خديحة رضى الله عنها، وأول شهيدة فى الإسلام كانت امرأة وهى سمية، كل هذا ليس بالصدفة، بل هو تكريم من رب العزة من فوق سبع سماوات، وذكرت عدد من أحاديث الرسول التى تؤكد على مكانة المرأة وتكريمها فى الإسلام، موضحة أن المرأة تزرع من أول لحظة فى جنينها القيم والأخلاق، فالمرأة تعتبر خط الدفاع الأول للأسرة والمجتمع ككل، ولكي تنجح فى مهامها لابد أن يكون لديها سلام داخلي .

وقالت الدكتورة غادة حلمي أستاذة القانون ومدير تحرير دورية دراسات حقوق الإنسان بالهيئة العامة للاستعلامات، إن ملف المرأة حققت فيه القيادة السياسية بالعديد من الإنجازات، ووضعت الدولة القوانين التى تتصدى للعنف ضد المرأة، إلى جانب نشاط المجلس القومي للمرأة فى مناقشة العديد من قضاياها وإيجاد حلول لها، مشيرة إلى دعم الدستور للمرأة والتمكين السياسي وحولها على كوتة بنسبة ٢٥ % فى البرلمان، وشغلت العديد من الوظائف العامة التى كان بعضها مقصور فقط على الرجال، وأثبتت ذاتها وحققت نجاح كبير فيها، ولا ننكر دور الرجل فى الأسرة والمجتمع ككل، مشيرة إلى خطورة برنامج التيك توك على الانترنت الذى يهدد الأمن القومى والشخصى .

وأوضحت الأستاذة الدكتورة إيمان صبحي عطالله أستاذة بمركز البحوث الزراعية بدرجة نائب رئيس جامعة، أن القدوة أن يتصرف الأب أو الأم بالسلوك السليم، من هنا يتم تخزين هذا السلوك فى عقلية الأبناء، ويخرج هذا السلوك بعد ذلك، وهذا ينطبق فى مكان العمل والمدرسة والجامعة وغيره، الفرد له دور نحو الله ودور نحو نفسه ودور نحو الأسرة ودور نحو المجتمع، والانسان الذى لديه محبة، من صفاته أن يكون لديه فرح وسلام وطيبة وإيمان وتعفف وغيرها من الصفات الحميدة، ونجد قانون ماعت على جدران المعابد فى الأقصر يقول أن قلب الإنسان يجب أن يكون أخف من الريشة حتى يجتاز ويصل للحياة الأبدية .

من جانبها قالت الدكتورة ريهام العاصي رئيس قيادات المرأة العربية ورئيس الاتحاد العربي للتنمية المجتمعية المستدامة، إن المرأة هى نصف المجتمع الذى يلد ويربى التصف الآخر، الأم التى تربى وتعلم الصح، ومنظومة الأخلاق هى ما تفرق بين الإنسان والحيوان، والمرأة هى رمانة الميزان التى تؤدى إلى استقرار المجتمعات وتسير سفينة الحياة، وفخر أن فى مصر بفضل الله ثم بفضل قيادتنا السياسية مازالت مصر صلبة وقوية، والطفل لابد أن يكون سوى من خلال كل فرد ليس من الأسرة فقط بل من جميع المؤسسات والكيانات فى الدولة، واشارت إلى أهمية وقيمة الوطن والانتماء له الذى ينبع من النشأة الدينية والأخلاقية، للطفل الذى يتربى، وتمنت أن ترى المرأة رئيس وزراء وتصل كوتة البرلمان ٥٠ % .

وأكدت الأستاذة الدكتورة سوزان القليني عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس وعضوة المجلس القومي للمرأة، أن المرأة نواة أى مجتمع ناجح ومتماسك، وحجر الأساس ولبنة هذا المجتمع مع الزوج، فليست هى المسئولة فقط عن بناء المحتمع، بل أن المسئولية مشتركة بين الرجلل والمرأة عن بناء منظومة القيم والأخلاق فى المجتمع، بالأضافة إلى مؤسسات المجتمع كلها مثل المدرسة والجامعة والجامع والكنيسة، وأيضا المؤسسات النظامية مثل الثقافة والإعلام، فلابد من التوافق فى المنظومة مع كل هؤلاء وعدم التناقض فى المنظومة فيهم جميعا، مشيرة إلى أهمية الإعلام فى بناء ودعم منظومة القيم الإيجابية، وتحدثت عما يقوم به المرصد الإعلامي بالمجلس القومى للمرأة من رصد لصورة المرأة فى كل وسائل الإعلام .

وشدد الفنان الكبير طارق الدسوقي، على ضرورة وضع مواصفات للمنتج الدرامي، خاصة وأن مصر تمر بمرحلة من أخطر المراحل، فهناك مؤامرات من كل جانب، ولكن بفضل الله لدينا قوات مسلحة من أقوى الجيوش، ولابد أن يكون وراء هذا الجيش جبهة داخلية قوية متماسكة، وهذا يأتى أولا من الوعى القوى، مشيرا إلى أنه من أخطر العناصر المؤثرة فى منظومة القيم هو العمل الدرامي، الذى يصل داخل الأسرة المصرية بمختلف فئاتها، لذا يجب التصدى للعمل الدرامى الذى يصدر صورة المرأة او المجتمع بصفة عامة بشكل غير حقيقي او بصورة سيئة، ويجب التصدى له بكل حزم وجدية من قبل كل المؤسسات المعنية، لأن ذلك ماهو الا مؤامرات لهدم منظومة القيم والأخلاق فى مصر، بالإضافة إلى برامج التوك شو التى تعمل على شق الصف واشغال الفتن وتسطيح الفكر .

وتخلل برنامج الملتقى باقة من الفقرات الغنائية قدمها المطرب والمنشد "ماهر محمود" بمصاحبة فرقته الموسيقية، منها الأغاني الدينية مثل" لأجل النبي، قمر"، ومنها الأغانى الوطنية مثل "عظيمة يامصر"، وقد نال إعجاب الجمهور الذي ردد معه الأغانى .