الموجز اليوم

من سيدة تصارع الموت .. رسالة إلى رئيس جامعة سوهاج !

الكاتب الصحفى علاء عبدالحسيب
-

كنت أود أن أنقل هذه الرسالة المهمة إلى الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج في أجواء بعيدة عن موجة الجدل المنتشرة حول نقل استقبال الطوارئ بمستشفيات جامعة سوهاج بالمحافظة إلى المقر الجديد بالكوامل، لكنني وجدت نفسي أمام ضرورة ملحة لتوصيل صوت صاحبها في هذا الأثناء، ربما تكون بارقة أمل لإنقاذه من الموت.

وأعلم تماما أنني أخاطب هنا طبيب إنسان قبل أن يكون رئيسا للجامعة، يعلم جيدا كيف يلعب عامل الوقت دورا فارقا بالنسبة لحياة مريض.. الرسالة من سيدة في العقد السادس من عمرها، تصارع الموت في تلك اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور، شاء القدر أن تصاب بأزمة خطيرة في الكبد والكلى، تحركت على إثرها لمستشفى طهطا العام، وكالعادة قرر الأطباء تحويلها إلى مستشفي سوهاج الجامعي.

قطعت السيدة المريضة التي تعيش في أقصى شمال المحافظة مسافة ٣٠ كيلو مترا لمقر مستشفى جامعة سوهاج القديمة، وهناك فوجئت بتحويلها لطوارئ الباطنة بمستشفى الكوامل الجديدة غرب الإقليم، رغم صعوبة حالتها ووصولها إلى مرحلة القيء الدموي.

ودون التطرق لظروفها المالية الصعبة .. فإن رسالة هذه السيدة المريضة تجسيد لواقع مؤلم يعيشه العديد من مرضى الحالات الحرجة.. في محافظة يبلغ عدد سكانها ما يقرب من ٦ ملايين مواطن، يقصدون هذا الصرح الطبي العملاق الأهم والأكبر والأضخم، من حيث الخدمات العلاجية، وعدد الحالات، والطاقة الاستيعابية من الأسرة والأقسام والتخصصات الطبية.

ومن هنا تجدر الإشارة إلى إيضاح الدور الإنساني الكبير الذي يمكن أن يلعبه وجود وتوفير "خدمة طوارئ" استثنائية للتعامل مع الحالات الحرجة في المقر القديم، خاصة لحالات جلطات القلب وجلطات المخ وحالات الأزمات الصدرية والمغص الكلوي، وحالات طوارئ الأطفال، وغيرها من الحالات الصعبة التي لا تتحمل صحيا عناء التحويل أو النقل إلى المقر الجديد.

إن تخصيص "خدمة طوارئ" استثنائية للحالات الحرجة بالمستشفي القديم، خطوة لا تتعارض أبدا مع جهود استغلال وتشغيل المنشآت والإمكانيات والمباني الجديدة التي كلفت الدولة المليارات سعيا في تقديم خدمة صحية أفضل للمواطن، بل يفي بالدور العظيم والكبير الذي يلعبه هذه الصرح الطبي العملاق في إنقاذ الأرواح، وتحقيق التوازن والاستقرار في منظومة علاج المرضى بالمحافظة .

وأخيرا .. المستشفى الجامعي بسوهاج يمثل رقما مهما في المنظومة العلاجية بالمحافظة، ووفقا لبيانات رسمية صادرة من المركز الإعلامي للجامعة فإن هذا الصرح الطبي الضخم استقبل أكثر من 171 ألف مريض خلال 15 شهرًا، وهو ما يؤكد قيمة وأهمية هذا الكيان، وقدرة القائمين على إدارته في إيجاد الحلول دون الإخلال بجهود التطوير أو الارتقاء بكفاءة المنظومة العلاجية بالمستشفى الجامعي.