خبير طاقة: مصر تتبنى التخطيط العمراني الموفر للطاقة في خطوة نحو مستقبل مستدام

قال الدكتور سعيد الشايب، خبير توفير استهلاك الطاقة في المباني والمباني الذكية، إنه في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة، تتجه مصر بخطى ثابتة نحو تبني مفهوم التخطيط العمراني الموفر للطاقة، بهدف خلق مدن مستدامة توفر بيئة معيشية صحية وتدعم النمو الاقتصادي.
وأوضح الشايب، أن الحكومة المصرية تُولي اهتمامًا كبيرًا لترشيد استهلاك الطاقة، خاصةً في قطاع المباني الذي يستهلك نسبة كبيرة من إجمالي الطاقة المستخدمة، وتسعى من خلال التخطيط العمراني الحديث إلى تصميم مبانٍ ذكية تُقلل من استهلاك الطاقة من خلال اعتماد تقنيات العزل الحراري المتطورة، وأنظمة الإضاءة والتكييف عالية الكفاءة، لافتا إلى أن جهود مصر لا تقتصر على ترشيد استهلاك الطاقة فحسب، بل تمتد لتشمل مواجهة التغير المناخي من خلال خفض انبعاثات الكربون في المدن، وتعزيز استخدام وسائل النقل المستدامة مثل الدراجات الهوائية والمواصلات العامة، و زيادة المساحات الخضراء لتحسين جودة الهواء.
وأشار خبير توفير استهلاك الطاقة في المباني والمباني الذكية إلى أن تحسين جودة حياة المواطنين يعد من أهم أهداف التخطيط العمراني المستدام، حيث تركز مصر على إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة توفر جميع الخدمات والمرافق الأساسية، مع توفير مساحات عامة صديقة للبيئة تُتيح للسكان ممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية، وتُدرك مصر أن التخطيط العمراني الموفر للطاقة يُسهم في تحفيز النمو الاقتصادي، من خلال جذب الاستثمارات في مجال البناء الأخضر، وخلق فرص عمل في قطاع الطاقة المتجددة، وتطوير صناعات محلية مرتبطة بالبناء المستدام.
وأكد أن مصر أطلقت العديد من المشروعات الرائدة في هذا المجال، مثل مدينة العلمين الجديدة التي تُعدّ نموذجًا متكاملاً للتخطيط العمراني المستدام، ومشروع تطوير المباني الحكومية الذي يهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة في المباني الحكومية، مضيفا أنه لا شك في أن مصر تواجه بعض التحديات في هذا المسار، مثل تطوير القدرات الفنية والتقنية، وتوفير التمويل اللازم للمشاريع المستدامة، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية الاستدامة.