بوابة الموجز اليوم

الإعلامية إنتصار شلبى..ميكروفون الإذاعة عشقى الأول والأخير وأتمنى تكريم رواد الاذاعيين دائمآ

إنتصار شلبى
إنتصار شلبى

منذ إنطلاق الإذاعة المصرية فى ٣١ مايو عام1934 تسللت إلى أعماق المستمع، لما لها من بصمة سحرية اخترقت الوجدان، وساهمت في تشكيل الاتجاهات، كما لعبت دور كبير فى نشر الوعى، والثقافة بين المواطنين ،وبث روح الإيجابية، وشحذ الهمم..ومنذ أيام قام حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بتكريم عدد من رؤساء الإذاعة السابقين، ورواد العمل الاذاعى بمناسبة مرور 89 عاما على تأسيس الإذاعة، ومن هؤلاء الاذاعيين السيدة إنتصار شلبى رئيسة الإذاعة الأسبق فى الفترة من 2009 وحتى2011 والتى حققت نجاحات عديدة عبر مشوارها الاذاعى لذلك كان معها هذا الحوار..

وقد بدأت حديثها قائلة: أشكر حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام على تكريمه لنا كمجموعة من الاذاعيين مع رؤساء الإذاعة المصرية السابقين، وأتمنى التكريم دائما وأبدا لرواد الإذاعة الذين رحلوا عن عالمنا، ولكن أصواتهم باقية ورنانة، ولكنها صنعت وجدانا، وخيالنا الإبداعى، وكل ماهو جميل بحياتنا، وأتمنى أن يكون لهم يوما للوفاء تكريما لاسرهم، وكلمة حب من الإعلاميين جميعا لهم فى عيد الإذاعة المصرية، ولو لم يكن هؤلاء المبدعين رواد منذ نشأتها عام 1934 لما كانت تقف الإذاعة شامخة على مواجهة كل هذه التحديات التى لم تكن موجودة منذ عشرات السنين .
•ماذا يمثل لك عيد الإذاعة؟
تاريخ طويل بدأ معى منذ الطفولة، لأنى ارتبطت بالإذاعة منذ الصغر حيث كنت استمع للبرنامج العام ،وتعلقت بالصوت الراقى الحنون محمد محمود شعبان وهو يقدم "بابا شارو"،وكان قمة فى إخراج "ألف ليلة وليلة " وكان لذلك اثر بالغ فى تشكيل فكرى، ووجدانى، وإطلاق خيالى الابداعى.
واضافت..شعار "هنا القاهرة "يهتز له قلبى حبا، وانتماء لمصر،ولكل رواد الإذاعة المصرية الذين أعطوا بلا حدود، واناروا عقولنا جميعا، واحترموا شرف الرسالة الإعلامية، وأمانة الكلمة، وكانوا يعملوا جاهدين من أجل كل فرد من أفراد المجتمع.
•من هو الصوت الاذاعى الذى ارتبطتى به فى طفولتك ؟
لقد ارتبطت جدا بصوت آمال فهمى من خلال برنامجها "على الناصية"رغم أنه كان برنامج يتناول المشاكل والقضايا من خلال الأشخاص التى كانت تلتقى بهم إلا أن البرنامج جذبنى بشدة لأن صوتها كان به قوة وثقة.
وتضيف..ويعد من أجمل ذكرياتى مع الاذاعية آمال فهمى أنها سجلت معى حلقة من برنامجها وانا رئيس إذاعة الشرق الأوسط التى اسستها هى بشكل وأسلوب جديد ،ومدرسة حديثة كإذاعة تجارية، وكان لقائى بها على باب 4 فى مبنى ماسبيرو بمناسبة الإستعداد لشهر رمضان، ولن استطيع أن أنسى هذا اللقاء الذي أعتبره وسام على صدري من إذاعية كبيرة، وكانت سعيدة جدا بنجاحات الشرق الأوسط ،وفى نهاية اللقاء بها سالتنى السؤال المعتاد تحبى تسمعى إيه فقلت لها أحب اسمع أغنية " بحلم بيك"لعبدالحليم حافظ.
• هل عشقك للاذاعة وتعلقك بصوت آمال فهمى وبابا شارو كان وراء التحاقك للعمل بالاذاعة؟
لم أفكر يوما أو أحلم أن أعمل بالإذاعة رغم عشقى لها، لكنى كنت مستمتعة ومكتفية بالاستماع للعمالقة، كما كنت استقى معلوماتى، وثقافتى من خلالها، فقد كنت متفوقة بالجامعة ومن الأوائل، وكان من المفترض أن أعمل بالجامعة ،ولكن شاء القدر أن جاء تعيين أوائل الخريجين بالجامعات الإقليمية، وكان من الصعب أن أترك اهلى لاعمل فى جامعة سوهاج..لالتحق بعد تخرجى بشهر للعمل بالإذاعة بالبرامج الأجنبية حيث قدمت برامج موجهة لآسيا مع القدير حسن صوفى، ثم عملت عام 83بإذاعة الشرق الأوسط، وقدمت كل ألوان البرامج الإذاعية وحصلت على العديد من الجوائز، وعام 86 تم اعارتى لدولة الإمارات واكتشفت أن الفن المصرى، واللهجة المصرية من أحب اللهجات إلى الأشقاء العرب.
•من هم الاذاعيين الذين كان لهم تأثير، وتركوا بصمة فى حياتك العملية؟
الصوت الرائع العذب سامية صادق كانت صوت رنان يملأ القلب فرحا، والعقل ثقافة، من خلال برامجها "حول الأسرة البيضاء "و"فنجان شاى "،وعندما التحقت بالشرق الأوسط شرفت بالتدريب مع الاذاعى الكبير صبرى سلامة ،وأذكر الأستاذ عمر بطيشة الذى كان رئيس إذاعة البرنامج العام، ومنحنى فرصة تقديم برنامج جماهيرى هام هو "مسرح المنوعات "بعد رحيل مقدمه الإذاعى على فايق زغلول، وتخوفت جدا من تقديمى لهذا البرنامج الهام ،وكانت أول حلقة قدمتها بنادى الغابة ،وكانت من أجمل الحلقات لأن مصر كلها استمعت للحلقة، وقال لى عمر بطيشة "احسنتى" ،وظللت أقدم البرنامج على مدار 6سنوات ،وحصلت على دروع، وجوائز على البرنامج، وكان برنامج مجهد جدا حيث كنا نجوب الجامعات والمحافظات لذلك عندما توليت العمل فى الشرق الأوسط كامدير عام للمنوعات اعتذرت عن تقديم البرنامج وانا حزينة .
•مااهم ذكرياتك عن إذاعة الشرق الأوسط التى توليتى رئاستها قبل توليكى رئاسة الإذاعة؟
عندما توليت كانت تلك الفترة مزدهرة، وكنت أحرص على الزج بعناصر ودماء جديدة، واعطاء الفرص للشباب المتميز، فجعلت كلا من المخرجان إيهاب منير، وعلى مصيلحى يخرجا دراما، وبالفعل ابدعا وانطلقا في مجال الإخراج، إلى جانب وجود عمالقة بالاخراج مثل حسنى غنيم رحمه الله، وحسين إبراهيم، حيث لم اكتفى بنجاح الموجودين بل كنت حريصة على إضافة آخرين، وكنت اعرف قدرات كل شخص بالشبكة.
وتضيف..أتذكر أن الوكالات الاعلانية التى كانت تشارك فى إنتاج البرامج،وتقدم مسلسلات كنت اعتذر لهم لعدم وجود حيز على الهواء نقول فيه "هنا إذاعة الشرق الأوسط من القاهرة "وكان النجاح، والتنافس،والإبداع موجود،وكنا نجتمع اسبوعيا مع كل أفراد العمل بالشبكة لسماع الأفكار، وتطويرها، وكان هناك توهج، والجميع أسرة واحدة، وكان النجاح هو نجاح للكل..ربما اختلف هذا الوضع الآن وقل الإنتاج البرامجى، والدرامى لقلة الموارد المالية، وبالتالى أثر على الهواء فى كل الإذاعات وليس إذاعة الشرق الأوسط فقط، ولكنهم يحاولوا جاهدين على الخروج من هذا الأمر ،ولقد سعدت بتولى مدحت فهمى رئاسة إذاعة الشرق الأوسط، والمخرج المبدع محمد لطفى رئاسة إذاعة البرنامج العام وكلامهما من تلاميذى ومبدعان.
•هل مازلتى حريصة على الإستماع للاذاعة؟
على قدر المستطاع استمع للاذاعة ،ولقد ارتبطت بميكرفون الاذاعة لأن عمرى كله عشته مع الميكرفون،وقدمت من خلاله برامج هامة وناجحة فقد قدمت مع الراحل مفيد فوزى سهرة "من مكتبة مفيد فوزى "لمدة 7سنوات ،وكانت من أقوى و أجمل السهرات، وأيضا كنا نعمل فترة صباحية فى إذاعة الشرق الأوسط اعتز بها جدا،حيث كنت أذهب كل خميس جريدة الأهرام بالدور الخامس الثانية عشر ظهرا لأجد عمالقة الأدب، والفكر مثل توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، احمد بهاء الدين، ثروت أباظة، وكان أول مايرونى وكنت مازلت مذيعة صغيرة يقولوا "إنتصار جت "وكنت ادخل ولدى سؤال لهم وأعود للاذاعة سعيدة وفخورة باننى سجلت مع هؤلاء المبدعين حيث كانوا حريصين على معرفة كيف يفكر الشباب، وكان الكاتب أحمد بهاء الدين دائما يطلب منى أن اتحدث معه عن الحياة الإجتماعية، والسياسية، وما الذى يفكر فيه جيلنا، وكان الحديث معه ممتع،وهؤلاء العمالقة لن يتكرروا لكنهم مازلوا معنا .