”خلوتية شرشابة” تحتفل بذكرى وفاة إمامها الراحل.. من هو الشيخ عبدالحكم المداح؟
تحل غدا الخميس ذكرى وفاة الشيخ عبدالحكم المداح، الشيخ السابق للطريقة الخلوتية بشرشابة التابعة لمحافظة الغربية، حيث انتقل الشيخ إلى الرفيق الأعلى ليلة الجمعة يوم ٢٨ جمادى الأخر ١٤٢٨ هجري، الموافق ١٣ يوليو ٢٠٠٧ م، عن عمر ناهز الثمانين عاما. ومن ناحيته قرر الشيخ مصطفى طاهر المداح، شيخ "خلوتية شرشابة" الحالي، الاحتفال بذكرى وفاة عمه امام الطريقة الراحل الشيخ عبدالحكم المداح، داخل مقر الطريقة بمسجد ال المداح بالقرية غدا الخميس، وهذا من عادات خلوتية شرشابة الاحتفال بذكرى ميلاد ورحيل مشايخ الطريق الراحلين. وكان الشيخ عبدالحكم قرآنيا سنيا ملتزما وداعيا دائما وأبدا للعمل والالتزام بالكتاب والسنة وترك البدع والتكلف والتشدد في الدين، عالما فقيها محيطا باختلافات الفقهاء بل له اجتهادات فقهية خاصة تدل على رقي فهمه وعلو مشربه، داعيا إلى الوحدة وترك الخلاف معلما للمحبة والرحمة والتسامح. وقال المهندس وليد أبو صالحة، من أبناء الشيخ عبدالحكم المداح في الطريق، أن الاسم الحقيقي لشيخه هو محمد بن محمود بن أحمد بن على المداح، ولكنه اشتهر بالشيخ عبدالحكم المداح، وولد يوم الاثنين ١٣ ذي الحجة عام ١٣٤٥ هجريًا الموافق ١٠ يونيو ١٩٢٧ ميلاديًا، بقرية شرشابة التابعة لمركز زفتي بمحافظة الغربية، في بيت ملئ بالتقى والصلاح لا ينقطع فيه ذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة على سيدنا رسول الله.
وبحسب ترجمة الشيخ عبدالحكم التى حررها وصاغها المهندس وليد أبو صالحة، أن شيخه حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة من عمره، ولازم والده الشيخ محمود المداح الذي أولاه عناية خاصة لما رآه فيه من علم وبصيرة، وكان يصحبه معه في كل جولاته، ويرسله في كل بلدة يزورها إلى أفضل محفظي القرآن الكريم ليختم عليه القرآن، واصطحبه معه إل كبار المشايخ منهم الشيخ تمام عبدالله، والشيخ محمد أمين البغدادي.
والتحق الشيخ عبدالحكم بالأزهر الشريف، فدرس في المعهد الأحمدي حتى أتم الثانوية ثم التحق بكلية الشريعة لعامين، حتى استدعاه والده عندما أحس بدنو أجله قائلًا له:«يكفي ما حصلته من العلم الشرعي»، وقام بإعداده لخلافته في الطريق ليلازمه ملازمة تامة قرابة العامين حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى، بعدما أعلن لأهله ومريديه أن خليفته وشيخ الطريقة هو ابنه الشيخ عبدالحكم. وأضاف أبو صالحة، أن الشيخ عبد الحكم لم يكتفي بما أخذ عن أبيه من سلوك بل اجتهد وسعى للرقي بالأخذ عن سادة مشايخ عصره لا سيما قطب وقته أحمد شهاب الدين الجمل رضي الله عنه فانتفع منه في طريق الله خير انتفاع وكان يجله ويعظمه ويثني عليه كثيرا فإذا قال " شيخي " بغير تعريف فلا يعني إلا سيدي شهاب الدين الجمل كما كان إذا قال "الشيخ" بغير تعريف فلا يعني إلا سيدي محمود رضي الله عنهم جميعا.
وأكمل أبو صالحة، أن الشيخ عبدالحكم سعى إلى أخذ النقشبندية عن رفيق والده الشيخ تمام عبدالله، إلا أنه رفض تأدبًا مع مقام الشيخ محمود المداح لما رآه من أهليته للتلقي البرزخي عن أبيه وعن شيخه البغدادي فقال له: "عندك أبوك وعندك الشيخ البغدادي فخذ عنها فإن قصرا – ولن يقصرا – فتعال إلي "، وأدرك خمسة من الشيوخ الأكابر هم الشيخ محمود أبو العيون ، الشيخ محمد خليل الخطيب ، الشيخ أحمد حجاب ، الشيخ علي داود ، والشيخ المُعَمِّر عبد الله سعد ".
على الرغم من انشغاله بالطريقة الخلوتية إلا انه أصر على العمل لينفق مما كسبت يديه فالتحق بالعمل في محكمة طنطا، حيث بدأ بوظيفة كاتب حتى تقاعد وهو مدير عام العاملين بالمحكمة، واتاح عمله بالمحكمة مجاورة سيدي أحمد البدوي وأخذ عنه برزخيًا واشتهر بين أهل الله. وقال الدكتور سعيد أبو الأسعاد، المؤرخ الصوفي المعروف، في كتابه (العوائد الملموسة والفوائد المحسوسة في زيارة أهل البيت والصالحين)، أن الشيخ إسماعيل صادق العدوى، امام الجامع الأزهر الراحل، إذا سُئل من الراغبين في سلوك التصوف عمن يأخذون يجيب : " لا أثق إلا في ثلاثة : الشيخ صالح الجعفري والشيخ حسين معوض والشيخ عبد الحكم المداح".
وأضاف الدكتور أبو الأسعد، أن الشيخ العدوى كثيرا ما كان يخاطب الشيخ عبد الحكم مقسما بالله: "والله يا مولانا أنت خير هذا العصر" وكان لا يترك زيارة خدمته كل عام في مولد مولانا الإمام الحسين عليه السلام، بل يفرغ نفسه لأيام يزور فيها الشيخ في بيته بشرشابة ويقول لمريدي الشيخ: "معكم رجل فريد لا تعرفون قدره، وأنا آتي لورشته لأصلح نفسي".
تحل غدا الخميس ذكرى وفاة الشيخ عبدالحكم المداح، الشيخ السابق للطريقة الخلوتية بشرشابة التابعة لمحافظة الغربية، حيث انتقل الشيخ إلى الرفيق الأعلى ليلة الجمعة يوم ٢٨ جمادى الأخر ١٤٢٨ هجري، الموافق ١٣ يوليو ٢٠٠٧ م، عن عمر ناهز الثمانين عاما. ومن ناحيته قرر الشيخ مصطفى طاهر المداح، شيخ "خلوتية شرشابة" الحالي، الاحتفال بذكرى وفاة عمه امام الطريقة الراحل الشيخ عبدالحكم المداح، داخل مقر الطريقة بمسجد ال المداح بالقرية غدا الخميس، وهذا من عادات خلوتية شرشابة الاحتفال بذكرى ميلاد ورحيل مشايخ الطريق الراحلين. وكان الشيخ عبدالحكم قرآنيا سنيا ملتزما وداعيا دائما وأبدا للعمل والالتزام بالكتاب والسنة وترك البدع والتكلف والتشدد في الدين، عالما فقيها محيطا باختلافات الفقهاء بل له اجتهادات فقهية خاصة تدل على رقي فهمه وعلو مشربه، داعيا إلى الوحدة وترك الخلاف معلما للمحبة والرحمة والتسامح. وقال المهندس وليد أبو صالحة، من أبناء الشيخ عبدالحكم المداح في الطريق، أن الاسم الحقيقي لشيخه هو محمد بن محمود بن أحمد بن على المداح، ولكنه اشتهر بالشيخ عبدالحكم المداح، وولد يوم الاثنين ١٣ ذي الحجة عام ١٣٤٥ هجريًا الموافق ١٠ يونيو ١٩٢٧ ميلاديًا، بقرية شرشابة التابعة لمركز زفتي بمحافظة الغربية، في بيت ملئ بالتقى والصلاح لا ينقطع فيه ذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة على سيدنا رسول الله.
وبحسب ترجمة الشيخ عبدالحكم التى حررها وصاغها المهندس وليد أبو صالحة، أن شيخه حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة من عمره، ولازم والده الشيخ محمود المداح الذي أولاه عناية خاصة لما رآه فيه من علم وبصيرة، وكان يصحبه معه في كل جولاته، ويرسله في كل بلدة يزورها إلى أفضل محفظي القرآن الكريم ليختم عليه القرآن، واصطحبه معه إل كبار المشايخ منهم الشيخ تمام عبدالله، والشيخ محمد أمين البغدادي.
والتحق الشيخ عبدالحكم بالأزهر الشريف، فدرس في المعهد الأحمدي حتى أتم الثانوية ثم التحق بكلية الشريعة لعامين، حتى استدعاه والده عندما أحس بدنو أجله قائلًا له:«يكفي ما حصلته من العلم الشرعي»، وقام بإعداده لخلافته في الطريق ليلازمه ملازمة تامة قرابة العامين حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى، بعدما أعلن لأهله ومريديه أن خليفته وشيخ الطريقة هو ابنه الشيخ عبدالحكم. وأضاف أبو صالحة، أن الشيخ عبد الحكم لم يكتفي بما أخذ عن أبيه من سلوك بل اجتهد وسعى للرقي بالأخذ عن سادة مشايخ عصره لا سيما قطب وقته أحمد شهاب الدين الجمل رضي الله عنه فانتفع منه في طريق الله خير انتفاع وكان يجله ويعظمه ويثني عليه كثيرا فإذا قال " شيخي " بغير تعريف فلا يعني إلا سيدي شهاب الدين الجمل كما كان إذا قال "الشيخ" بغير تعريف فلا يعني إلا سيدي محمود رضي الله عنهم جميعا.
وأكمل أبو صالحة، أن الشيخ عبدالحكم سعى إلى أخذ النقشبندية عن رفيق والده الشيخ تمام عبدالله، إلا أنه رفض تأدبًا مع مقام الشيخ محمود المداح لما رآه من أهليته للتلقي البرزخي عن أبيه وعن شيخه البغدادي فقال له: "عندك أبوك وعندك الشيخ البغدادي فخذ عنها فإن قصرا – ولن يقصرا – فتعال إلي "، وأدرك خمسة من الشيوخ الأكابر هم الشيخ محمود أبو العيون ، الشيخ محمد خليل الخطيب ، الشيخ أحمد حجاب ، الشيخ علي داود ، والشيخ المُعَمِّر عبد الله سعد ".
على الرغم من انشغاله بالطريقة الخلوتية إلا انه أصر على العمل لينفق مما كسبت يديه فالتحق بالعمل في محكمة طنطا، حيث بدأ بوظيفة كاتب حتى تقاعد وهو مدير عام العاملين بالمحكمة، واتاح عمله بالمحكمة مجاورة سيدي أحمد البدوي وأخذ عنه برزخيًا واشتهر بين أهل الله. وقال الدكتور سعيد أبو الأسعاد، المؤرخ الصوفي المعروف، في كتابه (العوائد الملموسة والفوائد المحسوسة في زيارة أهل البيت والصالحين)، أن الشيخ إسماعيل صادق العدوى، امام الجامع الأزهر الراحل، إذا سُئل من الراغبين في سلوك التصوف عمن يأخذون يجيب : " لا أثق إلا في ثلاثة : الشيخ صالح الجعفري والشيخ حسين معوض والشيخ عبد الحكم المداح".
وأضاف الدكتور أبو الأسعد، أن الشيخ العدوى كثيرا ما كان يخاطب الشيخ عبد الحكم مقسما بالله: "والله يا مولانا أنت خير هذا العصر" وكان لا يترك زيارة خدمته كل عام في مولد مولانا الإمام الحسين عليه السلام، بل يفرغ نفسه لأيام يزور فيها الشيخ في بيته بشرشابة ويقول لمريدي الشيخ: "معكم رجل فريد لا تعرفون قدره، وأنا آتي لورشته لأصلح نفسي".