بوابة الموجز اليوم
سفير تركيا ..يمنح طلاب المركز الثقافي التركى شهادات تقدير السيناريست أميره الزيات تحصد جائزة التميز في المهرجان الدولي للتعليم والثقافة حسن الرداد يكشف تفاصيل الحالة الصحية لـ إيمي سمير غانم واعماله الفنية الجديدة محافظ الإسماعلية يسلم 40 جهاز كهربائياً لعدد 10 عرائس من أبناء المحافظة مقدمه من مؤسسة العربي لتنمية المجتمع رئيس حزب مصر 2000: هناك توافقا كبيرا في المواقف السياسية بين مصر والمملكة العربية السعودية الأحد..ندوة ”أكتوبر 73 انتصارات فى كل المجالات” بقصر الأمير طاز مياه الشرب بالجيزة تكثف جهودها التوعوية والمجتمعيةضمن مبادرة ”بداية جديدة”لبناء الإنسان المصري رئيس حزب مصر 2000: مشروع محطة قطارات صعيد مصر يمثل تحولا نوعيا في تحسين مستوى الحياة اليومية للمواطنين بمبادرة من جمعية البحرين للعمل التطوعي..إنطلاق النسخة الثانية من مسابقة القصة القصيرة للأطفال هند صبري: علا تشبه سيدات كثيرات وهناك كيميا تجمعني بـ ظافر العابدين مصطفى أبو سريع: نجاح «عمر أفندي» فاق التوقعات وأتمنى مشاهد تجمعني بـ فيفي عبده في «العتاولة2 » شيرين عبد الوهاب..توجه رسالة قوية لاصدقائها وجمهورها وللبنان ”صوت”

بعد واقعة المتحف المصرى .. إستمرار أكاذيب الافروسنتريك لسرقة الحضارة المصرية القديمة تثير غضب المصريين أحفاد الفراعنة!

الكاتبة الصحفية حمدية عبد الغنى
الكاتبة الصحفية حمدية عبد الغنى

من جديد تعود قضية وفكر حركة "الافروسنتريك" يطفو على السطح بعد أن أثارت مؤخرا زيارة مجموعة من الأفارقة للمتحف المصرى الإسبوع الماضى وبالتحديد يوم الأربعاء الموافق19 يونيو الجارى الإستياء، والغضب حيث تزعمهم شخص يدعى "كابا " كان المرشد السياحى لهم ،وقام بشرح تفاصيل الحضارة المصرية القديمة مدعيا أن أصول تلك الحضارة يعود إلى الأفارقة وليس المصريين القدماء، كما قام هذا المدعو "كابا" الذى يعد من أكبر المؤيدين للترويج لهذه الادعاءات ، بنشر صوره مع تلك المجموعة على حسابه على الفيسبوك وهو يشرح لهم حضارة الأفارقة ،والأصل الأسود للفراعنة كما يدعى وأنهم بناة الأهرامات، وما حدث داخل المتحف يعد أمر لايمكن الاستهانة به ، ولكنه ليس بالجديد فقد تكررت مزاعم ترويج حملات الافروسنتريك عن الحضارة المصرية القديمة وهذا الفكر المريض الذى أصبح مستوطن داخل عقول عدد ليس بقليل من الافارقة، ويريد ترسيخ مفهوم جديد وهو أن المصريين المعاصريين ليسوا أصحاب الحضارة المصرية القديمة بل أننا مجرد مستعمرين عرب لأرض "كيمت"كما يطلقوا عليها ، ونسب الحضارة القديمة إلى الأفارقة وأن الملوك كانوا سود البشرة باعتبارهم أفارقة.!
ذلك الهراء بدأ يتردد منذ سنوات بعيدة على يد منظمة تسمى "الافروسنتريك " أو المركزية الإفريقية، وهو مصطلح ظهر في أمريكا فى بداية القرن العشرين يحاول نسب الحضارات
القديمة إلى الأفارقة،ومحاولة إقناع العالم بأن التاريخ تم تزويره لصالح المستعمر الأبيض، وأن الحضارة أصلها افريقى، والإنسان أصله أسمر، وفى منتصف القرن الماضى ظهر مدعى علم سنغالى الجنسية يدعى شيخ انتاديوب وقام بعمل كتاب عن "الأصول الزنوجية للحضارة المصرية "،وتم ترجمة هذا الكتاب عام 1995 على يد حليم طوسون مصرى من أصول تركية، وفى عام 2008 ظهر كتاب جديد تم ترجمته فى المركز القومى للترجمة عن"مساهمة إفريقيا فى الرياضيات العالمية "مؤلفه من جمهوريةالكونغو وقام بالترجمة حسام الدين زكريا، حيث حول كل إنجازات مصر القديمة لانجازات للافارقة ، وعام 2015اقتحم أعضاء من المنظمة المركزية الإفريقية السفارة المغربية في فرنسا، وبدأوا يطالبوا بطرد المغاربةمن المغرب وضمها للأفارقة السود ،وأصبح الترويج الواسع لفكر الافروسنتريك وهو نسب الحضارة كلها لأفريقيا ينتشر بشكل كبير، وغير مفهوم من خلال أبحاث مرورا بمقالات، ونظريات مؤمن بها مدعى علم منهم للأسف بعض الأشخاص المنتمين لمصر بالاسم فقط، والغير مختصين، أو المغيبين، أو بالأحرى مأجورين ..ففى عام 2017 قام معرض "المتروبوليتان" بأمريكا بالترويج لهذا الفكر وعمل معرض تكريما لشيخ انتاديوب رائد الافروسنتريك بعنوان "الأصل الأفريقى للحضارة"، كما قام المتحف البريطانى بعمل محاضرة لأحد أعضاؤه يروج لهذا الهراء..حتى متحف اللوفر أقام معرض "الفراعنة السود "ودعى إليه أعضاء السفارة السودانية..الوضع لم يقف عند هذا الحد بل نجد أشخاص من دول إفريقية،ووفود افروامريكان يقوموا بعمل طقوس غريبة فى الليل داخل غرفة دفن سنفرو بالهرم الأحمر بدهشور، وداخل حجرة دفن خوفو بالهرم الأكبر، والكرنك، ومناطق أثرية أخرى بدعوى أنها أثار أجدادهم الأفارقة.

الموضوع جد خطير وتقف وراءه مؤسسات تعادى الشعب المصرى، والهوية المصرية التى أصبحت فى خطر حقيقى بعد أن أصبح فكرهم ينتشر حتى فى الأعمال الفنية ففى هوليود ظهرت بلقيس ملكة سبأ سمراء البشرة، كما تم توجيه انتقادات لنسخة نتفليكس حيث أظهر الملكة كليوباترا تجسدها ممثلة بشعر مجعد، وبشرة سمراء، وهو مايعد تزييف للتاريخ وتشويه لصورة الملكة المصرية الشهيرة وهو عمل وثائقي كان يفترض به الاستناد للحقائق التاريخية وليس تشويهها، كما ظهرت نفرتيتى فى الفيلم الوثائقي عن الحضارة المصرية على Watch it سوداء البشرة ! مما يدل على محاولة ترسيخ الفكرة بشكل أو بآخر،ودس السم في العسل، ولا أعرف كيف يتم إغفال هذا الأمر، وتظهر الملكة نفرتيتى سوداء في الحلقة الثانية من سلسلة حلقات" أم الدنيا" بصوت الفنانة سوسن بدر!..ويقول الفليسوف والمؤرخ الأمريكى وليام جيمس ديورانت فى مقدمة كتابه عن قصة الحضارة "لايمكن إحتلال حضارة عظيمة من قبل قوة خارجية إذا لم تدمر نفسها من الداخل " وهذا تحديدا الخطر الحقيقى على هويتنا المصرية .
وخير دليل على كذب مزاعم حركة الافروسنتريك هو أن المصريون القدماء قاموا بتوثيق جميع جوانب حياتهم الإجتماعية،والسياسية على جدران المعابد،والمقابر من الحرب إلى الفن ،ونقوش المعابد المصرية من الدولة القديمة تظهر ملامح الملوك من القدماء المصريون وهى تختلف عن شكل الأفارقة.. واذا كانوا يدعوا كذبا بأنهم أحفاد الفراعنة فماذا لم يقوم السود فى مختلف الأراضي الأفريقية بتوثيق ورسم ونقش حياتهم أو حتى كتابة رمز هيروغليفى واحد ؟ هل نسوا ماصنعوه فى كيمت ؟ولماذا تم دفن الموتى من القبائل الإفريقية دون تحنيط ؟ ولماذا لايوجد مومياء إفريقية واحدة جنوب الصحراء؟ واذا كان مايقوموا بإدعاءه صحيح هل تم العثور على تماثيل از برديات للمصريين القدماء فى دول جنوب الصحراء الكبرى ؟وهل يحتفلوا بالأعياد المصرية القديمة؟
كل تلك الأسئلة لايستطيع الافروسنتريك الإجابة عليها لأن مايدعوه مجرد اكذوبة كبرى يحاولوا نشرها ليصدقها الجهلاء منهم كى يصنعوا لهم تاريخ زائف..وإذا كان العالم أجمع يحاول نسب الحضارة المصرية القديمة إليه فنحن أولى أن نفتخر بأننا المصريون أحفاد الفراعنة بالجينات ،والملامح ،وعلم الانثروبولوجيا يؤكد ذلك .
ولهذا علينا التصدى بكل قوة لمحاربة كل من يسعى إلى تضليل شبابنا، وأطفالنا لترسيخ مفاهيم خاطئة عن هويتنا.