قراءة سريعة فى المجلد الرابع لكتاب ”شى جين بينغ حول الحكم والإدارة ”
على خلفية إصدار الترجمة العربية للمجلد الرابع من كتاب الزعيم الصيني شي جين بينغ حول الحكم والإدارة والذى صدر مجلده الأول عام 2014 والثاني عام 2018 والثالث عام 2020. وفي معرض حديثي مع السيدة وانغ تزه جيوان الوزير المفوض بسفارة جمهورية الصين الشعبية والتى تتمتع بعربية حصيفة عن هذا الكتاب وهذا المجلد خاصًة.
فعبرت عن ترقب جماهير الشعب الصين لصدور المجلد الرابع ونسخه المترجمة للغات الأخرى والتى تجاوز عددها العشر لغات، لأنهم يرون هذا الكتاب جسرًا للتعرف على واقع الصين الحالي وأفكار قيادتهم والمبادرات التنموية والإستراتيجية إلى جانب منتديات التعاون الإقليمية والقارية، ثم أشارت إلى مبدأ النفع المشترك والتنمية المشتركة الذذى تقوم عليه استراتيجية الحكم الصيني وشعار التنمية السلمية الذة يتبناه الرئيس شي والذى اعتمد عليه ليواجه مع الصين العديد من التحديات، منها وباء كورونا وأزمة أفغانستان والحرب الروسية الأوكرانية وحرب غزة وغيرها.
بعدما يضم القارئ المجلد الرابع بين راحتيه، سيرى أنه يضم 21 محورًا، تعرضت لتطبيق الصين فكر التصنيع الجديد والمعلوماتية والتحضر والتحديث الزراعي، فضلاً عن تحديث منظومة حوكمة الدولة، كما شرح هذا المجلد رؤسة الصين للنظام الدولي والحوكمة العالمية، مما يحفز القارئ العادي ليستلهم هذه المرحلة التنموية الجديدة: "قفزة كبيرة في المسيرة التاريخية للنهضة الظيمة للأمة الصينية، فإن تحقيق النهضة هو أعظم حلم للشعب الصيني منذ العصر الحديث. " (حول الحكم والإدارة – شي جين بينغ – المجلد الرابع صـ 173).
وقد أهتم الكتاب بمحور "الحلم الصيني من منظور استراتيجي"، حيث طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ لرؤيته حول الحوكمة العالمية في ظل ما يواجهه النظام العالمي القائم من تحديات متنوعة جعلته يتميز بالإنحياز وعدم الإنصاف وغياب العدالة بشكل أضر بدول الجنوب ضرارًا بالغًا، على الأصعدة الإقتصادية والتنموية والبيئية وغيرها، كما أشارت إلى أن الرؤية الصينية للحوكمة العالمية هى رؤية شاملة لا تقتصر على المجال الإقتصادي أو السياسي فسب،كما إنها ليست فكرة نظرية، وإنما رؤية ذات طابع تطبيقي تعبر عن مصالح دول الجنوب العالمي.
واقتبست من جمل الرئيس شي:"علينا تعزيز الجهود في تكريس القيم المشتركة للبشرية التى تتمثل في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية .. لبناء عالم أجمل وأفضل" (حول الحكم والإدارة - شي جين بينغ - المجلد الرابع صـ 545)
ويعمد المجلد الرابع من كتاب شي جين بينغ إلى الإشارة الدائمة للقوة الذكية، وهى التى تمزج بين القوة الناعمة والقوة الصلبة، والتى رأى أن القيادة الصينية تنفذها بنجاح منقطع النظير، فالجيش والقوة العسكرية التى تعد أهم ملامح القوة الصلبة تقدمها الصين في إطار ناعم ذكى من خلال التدريبات المشتركة ونقل التكنولوجيا العسكرية لدول جنوب جنوب.
فمن خلال هذا الكتاب ،لن يكون من العسير على القارئ المصري والعربي تتبع كيفية تكوين رؤية استراتيجية،مع التأكيد على طرح عدة رؤي ومبادرات في العقد الأخير، بعضها نجح وأكثرها اختفى وتلاشى.وقد اتسمت رؤية القيادة الصينية منذ عام 2013 ومع طرح مبادرة الحزام والطريق،ثم مرورًا بأزمة كورونا وآخيرًا تحديات العصر الجديد، وأشارت إلى أن أهم أسباب نجاح الرؤية الصينية هو مبدأ المنفعة المشتركة والتعاون المشترك، مما يدفع حركة العمل المشترك بين جماهير شعوب دول جنوب جنوب.
وبين ضفتي هذا الكتاب سنلحظ سمات تكوين الشخصية القيادية التى بحثت عنها الصين بعد وفاة القائد المعجزة دنغ شياو بينغ، فقد قام الرئيسان جيانغ تسه مينغ وخوو جين تاو، بمهامها في إدارة شؤون البلاد واستكمال تنفيذ ملامح سياسة الاصلاح ولانفتاح أو لنقل سر التجربة الصينية والتى أذهلت القاصي والداني، لكن شعبًا تتجذر حضارته لألاف السنين كان في حاجة ملحة إلى قائد ذو شخصية استثنائية مثل الرئيس الحالي شي جين بينغ،فقد عمد إلى تحسين معيشة الشعب باستمرار،من خلال تنفيذ الأفكار التنموية المتمحورة حول احتياجات الشعب الحقيقية، مع تطبيق مجموعة كبيرة من الإجراءات والتدابير التى تصب في مصلحة السعب بشكل مباشر.فانخفضت نسبة الفقر من 10.2% إلى ما دون 4%،خاصة مع إنشاء منزمة للضمان الإجتماعي تغطي سكان الحضر والريف، مع تطوير شامل للعملية التعليمية، ودفع عملية بناء الحضارة الايكولوجية،حيث ازداد وعى الحكومة والشعب حيال التنمية الخضراء،مع التأكيد على المشروعات العملاقة لحماية البيئة الطبيعية والعمل على تعافيها.