الكاتبة سميحة المناسترلى: ياسمين عبد العزيز مفاجأة الدراما الرمضانية

قالت الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلى، إننا تعودنا رصد سلبيات وايجابيات دراما رمضان، اليوم برمضان 2025 م نري بصيص من الأمل لبعض من الأعمال التى اتخذت مسارا جديدا طبيعيا بعيداَ عن العنف والإسفاف والسنج والمخدرات والغيبيات والرعب والتفاهة والإسقاطات المبتذلة، وما إلى ذلك من أفكار مضروبة في خلاط بذريعة – الجمهور عايز كدة - هذا في تجاهل لإرادة ورغبة المشاهد الحقيقية، لذلك كان علينا رصد الإتجاه الإيجابي لبعض الأعمال منها الكوميدي والإجتماعي والتاريخي وغيره، وأهم ما يميزها هو إحترام عقلية المشاهد .
وتابعت : نبدأ بمسلسل "وتقابل حبيب" الذي شد جمهور المشاهدين منذ الحلقة الأولى لتوافر عناصر النجاح بدايةمن الفكرة والمعالجة والأداء المتميز للفنانين، واحترام رغبات الجمهور الحقيقية بدراما واقعية تصل لوجدان الأسرة المصرية والعربية، فكان على رأس المسلسلات نجاحا وجذباً للمشاهد بلا جدال.
وأوضحت المناسترلي أن مسلسل "وتقابل حبيب" تألق فيه فريق العمل، وكل المشاركين بقيادة مايسترو العمل المخرج محمد حمدي الخبيري، ومؤلفه المتجدد عمرو محمود ياسين، واللذان استطاعا إظهار الجانب الناضج والمبهر لقدرات النجمة " ياسمين عبد العزيز" من خلال هذا المسلسل، فكانت مفاجأة دراما رمضان وكان ضجيج وسائل الإعلام والسوشيال ميديا بأداءها المتألق المتمكن للزوجة المقهورة التى تعرضت للخديعة من زوجها وأسرته، في سبيل تحقيق مصالحهم وأهدافهم الشخصية .
وصفت الكاتبة سميحة المناسترلي، دور الحماة الحرباء، القاسية المتلونة والتى جسدته القديرة "أنوشكا" باسلوبها- السهل الممتنع بالدور الصعب قبوله و-القيام به بهذه الحرفية والابداع ، أما النجم "صلاح عبد الله" فحدث ولا حرج فهو الحما الداهية رغم مرضه وتحركه على كرسيه المتحرك، فإنه يقود الجميع من خلال سيطرته وخبراته الحياتية المتراكمة، ونأتي إلى الزوج والابن الأكبر المتلاعب "خالد سليم" نراه مرتديا ثوب لم نعتاده، ولكنه تمكن من أجادته تماما، أما القدير "رشوان توفيق" فهو أيقونة المسلسل الذي أضاف لدوره - لمسة الجد الحنون والمساند لحفيدته ياسمين عبد العزيز- والقاضي السابق النزيه ، الفنانة الكبيرة "حنان سليمان" الأم المثقفة الطيبة المتفهمة، المساندة لإبنتها في ما تمر به من صراعات تدمر أسرتها وحياتها بأداء بسيط واقعي رائع، "النجمة نيكول سابا" فهي اضافة قوية للمسلسل أثبتت قدراتها كممثلة متمكنة في أداء جديد، وشرير مختلف هو اضافة كبيرة لها، النجم "كريم فهمي" في- دور فارس- أخو الزوج، والشخصية الوحيدة السوية داخل الأسرة الرافض لقوانينها التى تحركها عصا الأم، وتخطيط الأب المريض، يسير في خط رومانسي مبرر ومحبب للمشاهد، محمود عمرو ياسين هو الأخ الأصغر مسلوب الشخصية وسط هذه الصراعات الأسرية في أداء جاذب بسيط .
وأضافت المناسترلي أن المؤلف المبدع – عمرو محمود ياسين- استطاع أن يقدم معالجة جديدة للفكرة، وتمكن من ايجاد المبررات للتصاعد الدرامي والحبكة المدروسة من خلال التركيبة الخاصة لكل شخصية وتفاعلها في الأداء، والوصول لذروة الصراع، وتفاقم مسبب للأحداث حيث كان خلفية اضطهاد الراحلة زوجة "فارس" من الأم والتى اجادته الفنانة – ندى موسى - سبب في تعاطفه –فارس- مع ما تعانيه طليقة أخيه من اضطهاد وظلم وقسوة من أمه، وأخيه وزوجة أخيه، حيث يدفع ثمنه الأطفال أيضاً بلا رحمة .
وأكدت الكاتبة سميحة المناسترلي، أنه هنا يظهر احترام الكاتب لعقلية المشاهد في ترتيب الأحداث وجو التلصص والفتن داخل المنزل، وأن المخرج محمد حمدي الخبيري، وفق مع الكاتب في رسم الشخصيات والعمل على اظهار الجوانب السلبية والإيجابية مع كل نجوم العمل بما فيهم الوجوه الجديدة المبشرة بنجاحات قادمة في تناغم محسوب واعلاء وتيرة الأحداث بتطور مقنع تماما، وأداء مقنع من كل من "بسنت شوقي- منة عرفة- انجي كيوان – جيهان خيريبسنت ابو باشا – بتول الحداد – ريم رأفت – كريم عبد الخالق" مع ملامسة الخط الكوميدي ومشاركة من بدرية طلبة، كما كان اختيار أماكن التصوير والإضاءة موفق تماما، وأداء يذكرنا بعبق وعمق التمثيل والأداء الحقيقي كعهدنا بنجوم صناعة الدراما في الزمن الجميل .
واختتمت المناسترلي حديثها قائلة : إلى الآن الأحداث مشوقة سلسة، دراما تلتف حولها الأسرة بلا حرج، اتمنى أن تستمر الأحداث على نفس وتيرة التشويق والأداء العالي الذي نفتقده منذ سنوات .. هذا ما سيتضح بعد استكمال تصوير نص عمرو محمود ياسين والمخرج محمد الخبيري .. ورمضان كريم .


