الموجز اليوم

مناقشة ”ترجمة معانى القرآن الكريم إلى اللغة العبرية” بإتحاد كتاب مصر

د.على أبو هاشم
د.على أبو هاشم

تحت رعاية الأستاذ الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، عقدت شعبة الترجمة برئاسة الدكتور أحمد الحسيسي ندوتها الشهرية، والتى جاءت تحت عنوان "ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية"، أمس السبت بمقر النقابة بالزمالك.

استضافت الندوة الدكتور علي أبو هاشم عنان الشاعر والمذيع والمتخصص في الإسرائيليات، والذى رحب به الدكتور أحمد الحسيسي فى بداية كلمته بالندوة، وسرد شذرات من السيرة الذاتية للدكتور علي أبو هاشم ذاكرًا أهم المحطات المهنية والإبداعية له، منها أنه عمل مذيعًا للغة العبرية في الإذاعة المصرية لمدة ٣٨ عاما، حتى وصل لدرجة مدير عام الإذاعة العبرية، ثم رئيسًا للقناة العبرية في التليفزيون المصري، وعمل أستاذا للغة العبرية في عدة مراكز علمية متخصصة، رئيسًا للتحرير في المنظمة العربية لمكافحة التمييز العنصري بالأهرام، عضوا في الوفد المصري بمحادثات السلام ، مشيرا إلى أنه أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة واشترك في استجواب الأسرى الإسرائيليين أثناء الحرب، وكلف من وزارة الأوقاف المصرية بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية وهو أول مصري يقوم بهذا العمل، وعلى المستوى الإبداعي صدر له ١٣ ديوانا شعريا .

من جانبه بدأ الدكتور علي أبوهاشم حديثه بإلقاء قصيدة شعر بالعامية تحمل عنوان "أنا إنسان"، واستعرض من الذاكرة عدد من أحداث عامى ٥٨ و٥٩، وظراسته في كتب التاريخ عن علاقات مصر الخارجية في التجارة ورحلات السفن المصرية لشواطئ لبنان وفينيقيا، لافتا إلى طلب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام من زيد بن ثابت بتعلم العبرية، وتعلمها زيد وأتقنها، وإلى دور رفاعة الطهطاوي الرائد وإسهاماته العديدة في مجال الترجمة، وأكد أن هذه النماذج وغيرها تشير لأهمية دور الترجمة في نقل الثقافات.

وتابع الدكتور على أبو هاشم حديثه عن الترجمة وقال : " هزمنا في ٦٧ لأننا لم نكن نعلم الكثير عن إسرائيل، وانتصرنا في أكتوبر انتصارًا عظيمًا لأننا عرفنا القليل عن إسرائيل، وعلمنا تلك المعلومات من المصادر العلنية عام ٦٩، منها الصحف العبرية والاستماع إلى الإذاعة الإسرائيلية وترجمتها ومشاهدة التليفزيون الإسرائيلي، مؤكدا أن دور المترجم بمثابة أداة توصيل للمعلومة من جهة إلى أخرى، وليس له الحق في التحليل.

وعن الدور الذي قام به هو ونظرائه قبل حرب أكتوبر ٧٣، قال إنه تمثل فى معرفة ما هو تشكيل النقاط الحصينة على خط القناة؟، وكيفية ردود أفعال النقاط الأخرى من خلال أجهزة التصنت على العدو، مضيفا أن منظومة الانتصار مبنية على ألاف النقاط الصغيرة، وتم توجيهه إلى السجن الحربي لاستجواب الأسرى الإسرائيليين، وظل يمارس هذه المهمةمن ١٩ أكتوبر ١٩٧٣ حتى ٣١مارس ١٩٧٤.

وشرح أبو هاشم طبيعة عمله بداية من ترجمة كشاكيل أسرى الحرب المكتوبة بخطوط أيديهم، مرورًا بمشاركاته في مباحثات فصل القوات ومحادثات السلام في مينا هاوس، كما تحدث عن فترة عودته إلى عمله في الإذاعة المصرية، وعن أهم السمات العامة التي تحكم المذيع في تلك الفترة المهمة من عمر الوطن آنذاك، والتى تتبلور فى ضرورة فهم النص وطبيعة الجمهور المستهدف وفهم الخط السياسي للبلد، ليحدث التلاقي في الحس الوطني والوظيفي معًا .

واكد الدكتور على أبو هاشم أن أهم مشروع ترجمة في حياته، هو ترجمة معاني القرآن الكريم والذي بدأ بعرض من أحد تلامذته، ورفضه في البداية خشية التصدي لهذا الأمر الجلل، وظل رافضًا إلى أن صدرت طبعة مترجمة عن مركز الملك فهد، وكان لديه عدة ملاحظات عليها، ثم اطلع على عدة تراجم إسرائيلية وكان له عدد من التحفظات عليها أيضا؛ فقبل بالشروع في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى العبرية، وبدأ بسورة الفاتحة وتوالت السور، واستعان بتفاسير ومراجع عديدة، وذكر أن الشيخ محمد متولي الشعراوي، كان له عظيم الأثر عليه؛ لما له من حس لغوي قوي والقرآن معجزة لغوية.

وفي تعليقه على الأحداث الجارية بغزة قال :" من الخطأ الشديد الانسياق وراء وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن ٨٠٪ منها موجهة لتحقيق أهداف مختلفة، ويكفي أن نعلم أن الكتيبة( ٨٢٠٠) الإسرائيلية تصرف ٤ مليار دولارا للدعاية لإسرائيل وللدعاية المضادة ضد العرب وفلسطين، وأن هناك ضعف في الوضع الاقتصادي داخل إسرائيل، وتوقع وقف إطلاق النار بين الطرفين كما توقع سقوط حكومة نتنياهو، مضيفا أن ٧ أكتوبر ٢٣ فرضت القضية الفلسطينية على الإعلام العالمي كله.

وفي ختام الندوة تم تكريم الشاعر والإذاعي والمترجم القدير د. علي أبو هاشم عنان، وسلم له الدكتور الحسيسي شهادة تقدير من النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، تقديرا لدوره المميز على المستوى المهني والإبداعي .