برنامج ”سحر الكلمة ” يكشف المستور فى إذاعة البرنامج العام
من أمن العقاب أساء الأدب .. وربما هذا مايدفع البعض لاستباحة المال العام دون خوف من محاسبة أو واعظ من ضمير ،ولأنى دائما أؤمن بأن الفساد ينكشف أمره ويقصر عمره طالما كان هناك شرفاء لاينسحبوا من الميادين، وهذا ماحدث فى تلك الواقعة التى كانت بداية الخيط فيها لكشف المستور من فساد إحدى المتدربات فى "راديو سكوب" الذى يمتلكه أحمد إسماعيل وهى من الإسكندرية وتدعى "هبة حلمى" الشهيرة ب "هبة أبو يوسف" عندما أرسلت خطاب لرئيس شبكة البرنامج العام د. محمد لطفى تحيطه علما بأنه تم إذاعة بث محتوى من إعدادها وتقديمها بعنوان "سحر الكلمة" وقد تم حذف جزء كبير من المحتوى الذى قدمته بما يؤثر على قيمة المحتوى والرسالة المرجوة منه ،وقد حصلت على نسخة من البرنامج عن طريق أحمد إسماعيل الوسيط بينها وبين إذاعة البرنامج العام ،والذى استلم منها مبلغ قدره 2400 جنيها نظير إذاعة برنامج اسبوعى لها بعنوان"انا مش مجنون" بمقدار 600 جنيه لكل حلقة بالاتفاق مع رئيس شبكة البرنامج العام ،وباقى الحلقات للزملاء والزميلات المتدربين مثلها فى "راديو سكوب" ، والذين بالطبع قاموا بدفع مبالغ مالية، كما كان المتفق عليه أن المبلغ للبرنامج بالإضافة لبوستر وبرومو يتم اذاعته بالصفحة الرسمية للبرنامج العام الا أنها فوجئت بأن لديها فقط فقرة مشاركة مع آخرين فى برنامج "سحر الكلمة" وليس برنامج مستقل .
قد يعتقد البعض أن الأمر هين ، وليس هناك مشكلة ، ولكن تلك الواقعة التى حدثت فى يناير 2023 كشفت عن العديد من المخالفات منها..واقعة شبهة إستيلاء على المال العام ، وإستغلال نفوذ ،وتربح دون وجه حق ،حيث تبين أن محمد لطفى رئيس شبكة البرنامج العام قام بالموافقة على بيع برنامج مسجل على الخريطة اليومية للمحطة من الباطن بعنوان "سحر الكلمة" مدته 5دقائق يذاع يوميا كبرنامج من إنتاج الإذاعة ،ومملوك لها على الورق،ومن إخراج طارق دياب بينما هو فى حقيقة الأمر البرنامج مباع من الباطن لصالح أكاديمية "راديو سكوب " التى يمتلكها أحمد إسماعيل وبمعرفة رئيس الشبكة ،وقد تم التحايل على القانون بشراء 10 ثوانى إعلانية من القطاع الاقتصادى بمبلغ 3425 جنيها فى الشهر بتاريخ 9 يناير 2023 على مدى ثلاثة شهور .. لتذاع قبل البرنامج ،وتم وضع اعلانا وهميا تحت إسم "الحكيم للتسويق العقارى" لأن الإعلان لم يدرج به أى وسيلة للتواصل مع المعلن ،أو عن المنتج المباع بما يؤكد أنه إعلان وهمى ، وعليه قامت الأكاديمية بالاستحواذ على البرنامج بالكامل من الباطن بالاتفاق مع رئيس الشبكة ،وكانت تتقاضى الأكاديمية مبلغ 2500 عن كل متدرب يشارك فى تقديم جانب من الحلقة ،وللتحايل على القانون تم وضع مذيعة من الإذاعة لتقديم المتدربين كضيوف.
وقد كان يتم الإعلان عن البرنامج على الصفحة الخاصة للاكاديمية على الفيسبوك كبرنامج مملوك لها بالكامل ،كما تم إستخدام استوديوهات التسجيلات الخاصة بالإذاعة بمعرفة رئيس الشبكة محمد لطفى لإنتاج وتسجيل البرنامج بدون أجر على اعتبار أنه برنامج مملوك للإذاعة المصرية مما يعد إهدار للمال العام.
كل تلك الخيوط تجمعت لدى المعد سيد عبد العزيز الذى كشف تلك المخالفات وواجه بها رئيس الشبكة الذى طلب منه أن يبيع برامجه بنفس الطريقة وسوف يساعده وذلك عملا بالمثل الشائع "يابخت من نفع واستنفع" وهو مثل المراد به تسهيل السرقة وتشجيع الآخرين على سرقة المال العام ..إلا أن المعد رفض، وقدم مذكرة بالواقعة لرئيس الإذاعة محمد نوار الذى قام بتحويل الأمر للشؤن القانونية بالإذاعة ،ولكن الطريف فى تلك الواقعة أن الشؤن القانونيه قامت بالتحقيق مع موظفة تعمل مراسل أخبار بالبرنامج العام فى برامج المرأة تدعى" هبة يوسف عوض الله " لسماع اقوالها فيما نسب بالشكوى على اعتبار أن الإسم مشابه ،ولن يهتم أحد بالتزوير فى الأشخاص،وحتى يتم غلق التحقيق فى الواقعة على أساس أن الدفاتر دفاترنا ، وبالطبع أكدت الموظفة أنها ليست الإسم المقصود وهو "هبة أبو يوسف " وليس لها علاقة فيما تم الإشارة إليه ،والغريب أنه لم يتم سؤال رئيس الشبكة أو المخرج طارق دياب مخرج البرنامج المباع من الباطن محل الشكوى ، ونتيجة رفض المعد التستر على الفساد تم الاطاحة والتنكيل به وإنهاء عمله بالإذاعة.
ولأن الفساد لايسقط بالتقادم مهما مضى عليه الزمن فلابد من كشفه ومحاربته ، ومحاسبة المتسبب فى إهدار المال العام ،لأنه ربما مازال يحدث حتى وقتنا هذا استمرار نزيف إهدار المال العام وبيع برامج من الباطن وتذاع على أنها مملوكة للإذاعة فهل نجد تحرك من جانب الجهات المسؤلة لمحاسبة الفاسدين والمتربحين لأن الفساد آفة تضر بالمجتمع ككل وتهدر ثروته.