الموجز اليوم
الفنان أحمد رضا..يبدع تمثالا للزعيم ”بوليفار” من خامات صديقة للبيئة شهادات الإدخار ذات العائد الثابت 27% و23.5% يحسمها اجتماع لجنة السياسة النقدية ..الخميس الجيش السوداني يستعيد السيطرة على الخرطوم بعد عامين من القتال ”الدخان وليلى والزائر ”..يختتمون عروض الدورة الأولى من مهرجان الفضاءات المسرحية ماذا تعرف عن تطوير منطقة نزلة السمان؟ الإعداد لانتخابات الإتحاد العام للنقابات الفنية ونقابة السينمائيين خلال الفترة المقبلة إبراهيم العجمي..إجراءات المالية غير كافية لحياة كريمة ..ونطالب برفع الدعم للفئات الأكثر احتياجا المؤتمر الجغرافى الدولى يواصل فعالياته وسط إشادة إقليمية ودولية بالحديث ”شارموفرز” تعود بألبوم جديد” unfollw” على العربى: فيلم ”الحياة بعد سهام” يرصد حياة المصريين فى 60 عاما تكريم محمد كريم ..بمهرجان هوليوود للفيلم العربي بالولايات المتحدة فرص واعدة لبناء المستقبل: وزير التموين يؤكد أمام البرلمان أن المشروعات الصغيرة حجر الأساس لاقتصاد شامل وعدالة تنموية حقيقية

نقطة تحول فى مسار الصراع..

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على الخرطوم بعد عامين من القتال

في تطور ميداني لافت يحمل دلالات استراتيجية كبرى، أعلن الجيش السوداني نجاحه في استعادة السيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم، بعد صراع مسلح دام نحو عامين مع قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”.

ويُعد هذا التقدم العسكري نقطة تحول مفصلية في المشهد السوداني، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا على الصعيدين السياسي والإنساني.

وبحسب مصادر عسكرية، تمكنت القوات المسلحة السودانية من فرض سيطرتها على مواقع سيادية واستراتيجية داخل العاصمة، أبرزها القصر الجمهوري ومطار الخرطوم الدولي، إلى جانب عدد من المنشآت الحيوية والمؤسسات الحكومية التي ظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، وذلك حسبما ذكرت "ماعت جروب".

هذا التطور يُعيد ترتيب موازين القوى على الأرض، بعد أن كانت العاصمة تُشكل أحد أبرز معاقل قوات الدعم السريع خلال فترة الحرب، حيث استطاعت هذه القوات التمركز داخل أحياء الخرطوم وأم درمان وبحري، مما أعاق أي تحرك ميداني للجيش طيلة الفترة الماضية.

ووفقًا لمراقبين، فإن استعادة الجيش للخرطوم تُمثل ضربة موجعة لقوات حميدتي، التي باتت الآن محاصرة في نطاقات محدودة، خاصة في مناطق غرب السودان، وعلى رأسها إقليم دارفور، حيث ما زالت تحتفظ بوجود عسكري ونفوذ قبلي في بعض المناطق.

ومع هذا التحول، يطفو على السطح سؤال جوهري: هل يمضي الجيش السوداني نحو الحسم الكامل عبر العمليات العسكرية، أم يتجه إلى خيار التهدئة والدخول في مفاوضات سياسية برعاية إقليمية أو دولية؟ خاصة أن المشهد الإقليمي يضغط في اتجاه حل سياسي، في ظل المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية وتزايد أعداد النازحين داخليًا، واللاجئين إلى دول الجوار.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده البلاد، حيث يعيش السودان واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية منذ عقود، مع تدهور الأوضاع المعيشية وغياب مؤسسات الدولة، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتواصل، وانقطاع الخدمات الأساسية عن ملايين المواطنين.

وفي ضوء هذه المعطيات، من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة، سواء من الاتحاد الإفريقي أو من أطراف إقليمية ودولية فاعلة، لمحاولة تثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة تُنهي الحرب وتعيد البلاد إلى مسار الانتقال المدني والديمقراطي.

لكن نجاح أي مسار تفاوضي سيظل مرهونًا بتوازنات القوة على الأرض، وبقدرة الأطراف على تقديم تنازلات حقيقية، في ظل حالة من انعدام الثقة بين المكونات العسكرية والسياسية في البلاد.